صيغة عقد بيع سيارة (النموذج الشعبي): احذر "كارثة" البند الرابع! (5 ألغام أخرى)
"اشتريت عربية مستعملة ومضينا العقد الجاهز ده... العربية بقت بتاعتي وكله تمام."
قف هنا! أنت في خطر قانوني حقيقي. أهلاً بك في "فن المرافعة". "عقد بيع السيارة" المبسط (مثل النموذج بالأسفل)، الذي يوقعه الملايين يومياً دون قراءة متأنية، هو "مصيدة" قانونية مصممة بعناية لإسقاط حقوقك كمشترٍ، خاصة فيما يتعلق بـ "العيوب الخفية".
هذا العقد، رغم بساطته، هو "قنبلة موقوتة" تضع كامل المخاطرة على المشتري. في هذا المقال، سنقوم بتشريح هذا العقد "الخادع"، وكشف أخطر 6 "ألغام" قانونية فيه يجب أن تحذر منها قبل أن توقع (وتخسر فلوسك وعربية معيوبة).
أولاً: الحقيقة الصادمة - توقيع العقد لا يعني انتقال الملكية النهائية!
قبل تحليل البنود، تذكر القاعدة الذهبية:
العقد الابتدائي (هذا العقد): هو "اتفاق" يثبت البيع ودفع الثمن، ويلزم البائع بنقل الملكية.
نقل الملكية: ملكية السيارة لا تنتقل قانوناً في مواجهة الغير (مثل المرور أو لو البائع باعها لحد تاني) إلا بإجراء واحد فقط: "التسجيل" (نقل الملكية في المرور أو عمل عقد مسجل في الشهر العقاري).
البند الخامس (الوهم): البند الخامس يقول "يصبح المشتري مالكاً... بمجرد التوقيع". هذه الجملة غير دقيقة قانوناً فيما يتعلق بالملكية النهائية والحجية ضد الغير. هي تنقل "الحيازة" و"المسئولية"، لكن ليس "الملكية الكاملة" المسجلة.
أخطر 6 "ألغام" في عقد بيع السيارة (النموذج المبسط)
1. اللغم الأول (القنبلة النووية): "المعاينة التامة النافية للجهالة" (البند الرابع) - أخطر بند على الإطلاق!
البند بيقول: "يقر المشتري بأنه عاين السيارة... المعاينة التامة النافية لكل جهالة شرعًا وقانونًا وأنه قبلها بحالتها التي هي عليها..."
الكارثة القانونية (للمشتري): هذه هي "المقصلة" القانونية التي تدمر حقوقك.
الترجمة القانونية: توقيعك على هذا البند يعني أنك تتنازل "صراحةً وكلياً" عن حقك القانوني في "ضمان العيوب الخفية" (Hidden Defects).
السيناريو الكارثي: "بصيت" على العربية لقيتها شكلها كويس. مضيت. تاني يوم اكتشفت إن الموتور "مفوّت"، أو إن الشاسيه كان فيه حادثة ومتسمكر بطريقة سيئة، أو إن الفتيس بايظ. هل تقدر ترجع على البائع؟ الإجابة: لا! البند ده بيقول إنك "قبلتها بعيوبها" الظاهرة والخفية، والبائع غير مسئول قانوناً.
نصيحة "فن المرافعة": ارفض هذا البند تماماً بشكله المطلق! أو على الأقل، لا توقع عليه أبداً إلا بعد فحص السيارة "فحصاً فنياً دقيقاً وشاملاً" بواسطة "مركز فحص متخصص" أو "ميكانيكي وسمكري تثق بهم". "المعاينة" هنا يجب أن تكون فنية وليست بالنظر. الأفضل تعديل البند ليكون: "يقر المشتري بأنه عاين السيارة وقبلها بحالتها الظاهرة، مع احتفاظه بحقه في الرجوع على البائع بشأن العيوب الخفية الجوهرية التي لم يكن ليعلم بها وقت الشراء."
2. اللغم الثاني: "ضمانات البائع" (البند الثالث) - هل تثق به فقط؟
البند بيقول: "يقر البائع بملكيته... وأنها خالية من أي قيد حظر وليس عليها أقساط."
الخطر (للمشتري): هذا مجرد "إقرار" من البائع. ماذا لو كان كاذباً؟ ماذا لو كانت السيارة "مرهونة" للبنك؟ أو عليها "حظر بيع" لصالح شركة؟ أو حتى "مسروقة"؟
الحقيقة: العقد لا يوفر لك أي آلية "للتحقق" من صحة هذا الإقرار قبل الدفع والتوقيع.
الحل القاطع: لا تدفع جنيهاً واحداً قبل الذهاب إلى "وحدة المرور" التابعة لها السيارة وطلب "شهادة بيانات" حديثة و**"شهادة مخالفات"**. شهادة البيانات هي التي ستكشف عن أي "حظر بيع" أو "رهن" مسجل على السيارة.
3. اللغم الثالث: "نقل المسئولية الفوري" (البند الخامس) - انتبه للتاريخ!
البند بيقول: "...ويكون مسئولاً عنها وعن جميع الحوادث والمخالفات والرسوم المتعلقة بالسيارة... كما أن المشتري غير مسئول عن المخالفات والحوادث السابقة علي التوقيع."
التحليل: هذا البند "عادل" من حيث المبدأ: المسئولية تنتقل للمشتري من تاريخ التوقيع (والاستلام الفعلي).
الخطر: نفس مشكلة عقد مقالة 34. تأكد "تماماً" أن تاريخ التوقيع والاستلام المذكور في العقد هو نفس تاريخ استلامك الفعلي للسيارة ومفاتيحها. لا تمضِ على تاريخ استلام سابق أبداً.
4. اللغم الرابع (المفقود): "إجراءات نقل الملكية" - مين هيعمل إيه وإمتى؟
الكارثة: العقد ده "ساكت تماماً" عن أهم خطوة: كيف سيتم نقل الملكية رسمياً؟
هل البائع سيذهب معك للمرور لعمل "نقل ملكية"؟
هل سيعمل لك "عقد مسجل" في الشهر العقاري؟
هل سيعمل لك "توكيل بيع للنفس أو للغير"؟ (وهنا تظهر مخاطر التوكيلات التي ناقشناها).
متى سيتم ذلك؟ وما هي التزامات كل طرف؟
النتيجة: عدم وجود بند واضح ينظم "إجراءات التسجيل" يفتح باباً للمماطلة والخلافات، وقد تجد نفسك غير قادر على تسجيل السيارة باسمك.
5. اللغم الخامس (المفقود): "الشرط الجزائي"
الخطر: ماذا لو أخل البائع بالتزامه بنقل الملكية؟ أو لو أخل المشتري (لو كان فيه أقساط مثلاً)؟ العقد لا يتضمن أي "شرط جزائي" لمعاقبة الطرف المخل أو تعويض الطرف المتضرر.
6. اللغم السادس (المفقود): "الاختصاص القضائي"
الخطر: العقد لم يحدد أي محكمة ستكون مختصة في حالة حدوث نزاع. هذا قد يسبب مشاكل إجرائية لاحقاً.
نموذج صيغة عقد بيع سيارة (للاسترشاد بعد فهم الكوارث القاتلة!)
تحذير كارثي: هذا النموذج هو "مصيدة" للمشتري ويفتقر لأبسط ضمانات الشراء الآمن (خاصة البند 4). "فن المرافعة" ينصح بشدة بعدم استخدامه أبداً كما هو، بل بتعديله جذرياً وإضافة بنود الحماية الضرورية والاستعانة بفحص فني وقانوني قبل التوقيع.
(نفس الصيغة التي قدمتها في السؤال، مع التأكيد على البنود الكارثية والمفقودة)
عقد بيع سيارة (نموذج كارثي للمشتري - لا يُنصح باستخدامه!)
إنه في يوم……………. بين الموقعين أدناه. أولاً: السيد/ ………………………. (طرف أول - بائع) ثانيًا: السيد/ ………………………. (طرف ثاني - مشتري)
(البند الأول - المبيع) باع واسقط وتنازل... الطرف الأول... إلى الطرف الثاني... شراء سيارة (............) رقم (............) موديل (........) ماركة (............) شاسية رقم (............) موتور رقم (............).
(البند الثاني - الثمن) تم هذا البيع... بثمن قدره (......... جنيه) وقد دفع نقدًا... عند التوقيع... ويعتبر التوقيع... مخالصة تامة...
(البند الثالث - ضمانات البائع - تحتاج تحقق!) يقر البائع بملكيته... ولا ينازعه أحد... وأنها خالية من أي قيد حظر وليس عليها أقساط. (يجب التحقق بشهادة بيانات).
(البند الرابع - المعاينة النافية للجهالة - قنبلة نووية!!!) يقر المشتري بأنه عاين السيارة... المعاينة التامة النافية لكل جهالة... وأنه قبلها بحالتها التي هي عليها وقد تسلمها بالفعل... ورخصتها... (بند قاتل يجب رفضه أو تعديله جذرياً بعد الفحص الفني).
(البند الخامس - انتقال المسئولية - خطر الملكية الوهمية!) يصبح المشتري... مالكًا... بمجرد التوقيع... ويكون مسئولاً عنها... (الملكية لا تنتقل إلا بالتسجيل) ...والمشتري غير مسئول عن المخالفات السابقة...
(البائع) (المشتري)
(يجب إضافة كارثة: تعديل بند المعاينة بعد الفحص الفني، التحقق بشهادة بيانات ومخالفات قبل الدفع، إضافة بند تفصيلي لآلية ومواعيد نقل الملكية والتسجيل، إضافة شرط جزائي، تحديد الاختصاص القضائي، إضافة ضمانات إضافية إن لزم الأمر).
(انتهت المقالة)