صيغة بيع حق أرض زراعية (عقد عرفي والورثة ناكرين): احذر "كارثة" شراء الوهم! (البند 4 القاتل)
"لقيت فرصة أرض زراعية بسعر 'تراب'، صاحبها كان شاريها زمان بعقد عرفي والبايع مات، وورثته ناكرين البيع. هو زهق وعاوز يبيع لي 'حقه' في القضية دي وأنا أكمل... فرصة عمري!"
قف فوراً! أنت لا تشتري أرضاً، أنت تشتري "معركة قضائية خاسرة" غالباً، وتدفع ثمن "الوهم". أهلاً بك في "فن المرافعة". "عقد بيع حق متنازع فيه ناتج عن عقد بيع عرفي لأطيان زراعية مع إنكار الورثة" (مثل النموذج بالأسفل) هو واحد من "أخطر وأوهى العقود على الإطلاق".
هذا ليس بيعاً لأرض، ولا حتى بيعاً لحق انتفاع أو رقبة. إنه بيع لـ "حق شخصي ضعيف جداً" في مطالبة ورثة بتنفيذ عقد عرفي قد يكون من الصعب (أو المستحيل) إثبات صحته ونفاذه، وكل ذلك مع "تنازل كامل منك (كمشترٍ) عن كافة الضمانات!".
النماذج الجاهزة لهذا العقد هي "مصيدة قانونية" بمعنى الكلمة. في هذا المقال، سنقوم بتشريح هذا العقد "الكارثي"، وكشف أخطر 6 "ألغام" قانونية فيه يجب أن تجعلك تهرب منه دون لحظة تردد.
أولاً: فهم "الكارثة المركبة" للموقف القانوني
قبل تحليل بنود العقد، يجب فهم "هشاشة" الحق المباع نفسه:
عقد بيع عرفي لأرض زراعية: هذا العقد لا ينقل الملكية قانوناً. هو مجرد "التزام شخصي" على البائع (المتوفى) بنقل الملكية.
وفاة البائع الأصلي: الالتزام ينتقل لـ "الورثة" في حدود ما آل إليهم من التركة.
إنكار الورثة: الورثة "ناكرين" العقد. هذا يعني أنك (كمشترٍ جديد للحق) ستحتاج لرفع دعوى "صحة ونفاذ" ضد الورثة.
صعوبة إثبات العقد العرفي ضد الورثة: إثبات صحة توقيع "المورث" على العقد العرفي بعد وفاته قد يكون صعباً جداً، وقد يطعن الورثة بالتزوير. إثبات دفع "كامل الثمن" للمورث قد يكون أصعب.
قوانين الأراضي الزراعية: هل الأرض أصلاً قابلة للبيع؟ هل تخضع لقيود الإصلاح الزراعي؟ هل مساحتها تتجاوز الحد الأقصى؟
الخلاصة: أنت تشتري "حقاً في رفع دعوى قضائية" فرص نجاحها "ضعيفة جداً" ومليئة بالصعوبات القانونية والواقعية.
أخطر 6 "ألغام" في هذا العقد (الذي يبيع الوهم)
1. اللغم الأول (القنبلة النووية المطلقة): "لا ضمان.. على الإطلاق!" (البند الرابع) - أخطر بند على الإطلاق!
البند بيقول: "يقر الطرف الثاني انه اشترى الحق الشخصي المتنازع عليه سالف البيان ساقط الخيار معفياً الطرف الأول من أي ضمان."
الكارثة القانونية (للمشتري): هذا البند هو "ذروة المقامرة العمياء" و"إعدام" لأموالك بشكل أبشع من أي عقد سابق!
الترجمة: إنت (كمشترٍ) بتقر وبتوافق على الآتي:
ساقط الخيار: تنازلت عن حقك في الفسخ لأي سبب.
معفياً... من "أي" ضمان: تنازلت "كلياً ونهائياً" عن حقك في الرجوع على البائع (الطرف الأول) حتى لو:
العقد العرفي الأصلي طلع مزوراً! (لاحظ التناقض مع البند الثالث!).
قصة الشراء أصلاً طلعت كذباً!
الورثة كسبوا القضية وأثبتوا أن العقد باطل أو صوري.
الأرض نفسها طلعت مش ملك المورث أصلاً!
الأرض عليها مشاكل قانونية تمنع نقل ملكيتها (إصلاح زراعي، آثار...).
النتيجة الكارثية: إنت بتدفع فلوسك مقابل "حق وهمي" في رفع قضية خاسرة، ولو خسرت كل شيء، ليس لك أي حق في الرجوع على البائع الذي باع لك هذا الوهم! لقد اشتريت "الهواء" بكل معنى الكلمة.
نصيحة "فن المرافعة": كارثة نووية مطلقة! ارفض هذا العقد تماماً! لا تشتري "حقاً شخصياً" ناتجاً عن عقد عرفي منكور من الورثة، خاصة مع وجود هذا البند الذي يجعلك تتحمل 100% من مخاطر الخسارة الكاملة.
2. اللغم الثاني: "الضمان الشكلي" للتزوير فقط! (البند الثالث)
البند بيقول: "...يتحمل وحده المسئولية كامل فيما يسفر عنه الرجوع على الورثة... إلا إذا ثبت تزويره فيكون له الرجوع على الطرف الأول."
الخطر (للمشتري): هذا هو "الضمان الوحيد" الذي يقدمه البائع، وهو ضمان "شكلي" جداً ويكاد يكون بلا قيمة.
الترجمة: البائع بيقولك: "أنا مليش دعوة هتكسب القضية ولا لأ، مسئوليتك. إلا لو قدرت تثبت إن العقد العرفي اللي اديتهولك ده 'أنا اللي مزوره بنفسي'، ساعتها بس تقدر ترجع عليا!".
لماذا هو شكلي؟ إثبات أن "البائع الحالي" هو من قام بتزوير "عقد قديم" بين شخصين آخرين هو أمر شبه مستحيل.
3. اللغم الثالث: "الثمن الجزافي" مقابل "الوهم" (البند الثاني)
الخطر: تدفع مبلغاً (حتى لو كان زهيداً) مقابل "حق وهمي" بدون أي ضمان حقيقي. أي مبلغ تدفعه هو مخاطرة كاملة بخسارته.
4. اللغم الرابع (المفقود): "حق الورثة في الاسترداد" (مادة 469 مدني)
الخطر الإضافي: حتى لو (بمعجزة) كسبت القضية ضد الورثة، من حقهم قانوناً (كمدينين بالالتزام بنقل الملكية) أن "يستردوا" الحق منك مقابل دفع "الثمن الفعلي الذي دفعته للبائع + المصاريف + الفوائد"! كل مجهودك ومكسبك المحتمل قد يتبخر.
5. اللغم الخامس (المفقود): "إدارة النزاع"
الخطر: العقد يفترض أن المشتري هو من سيتحمل "كامل عبء وتكاليف" رفع ومتابعة دعوى صحة ونفاذ ضد الورثة، وهي معركة قضائية طويلة ومكلفة وغير مضمونة النتائج.
6. اللغم السادس (المفقود): "الفحص النافي للجهالة" (Due Diligence)
الكارثة: العقد لا يشير لأي محاولة من المشتري لفحص "أصل العقد العرفي" نفسه (هل توقيعه سليم؟ هل شهوده موجودون؟)، أو فحص "مستندات ملكية المورث" للأرض، أو "موقف الورثة" القانوني.
النتيجة: شراء أعمى لكارثة محتملة.
"فن المرافعة" يحذر بشدة:
شراء "حق شخصي متنازع عليه" ناتج عن "عقد بيع عرفي" لأرض زراعية، خاصة مع "إنكار الورثة" و"إسقاط كافة الضمانات"، هو "مقامرة خاسرة" ومضيعة للمال والوقت والجهد بنسبة 99.9%. ابتعد عن هذه الصفقات تماماً.
نموذج صيغة عقد بيع حق متنازع فيه (أطيان زراعية عرفية - للتوضيح فقط - لا يُنصح باستخدامه أبداً!)
تحذير كارثي: هذا النموذج هو تجسيد لـ "صفقة وهمية" و"مصيدة قانونية قاتلة" للمشتري (خاصة البند 3 و 4). "فن المرافعة" يحذر بشدة من استخدامه أو التوقيع عليه تحت أي ظرف.
(نفس الصيغة التي قدمتها في السؤال، مع التأكيد على البنود الكارثية)
عقد بيع حق متنازع فيه “أطيان زراعية” (نموذج كارثي للمشتري - لا تستخدمه!) (لا يستند للمواد 469-472 بشكل صحيح!)
إنه في يوم……………. الموافق…/ …/ …. تم تحرير هذا العقد بين كل من: السيد/ ……………. (طرف أول - بائع الحق الشخصي) السيد/ ……………. (طرف ثان - مشتري الحق الشخصي)
(البند الأول - بيان النزاع) بموجب عقد بيع عرفي مؤرخ …/ …/ …. اشترى الطرف الأول من المرحوم……………. أطيانًا زراعية... ودفع نصف الثمن... وبعد وفاة البائع... أنكر الورثة... حقه منازعين اياه فيه، ولم يتخذ الأخير أي إجراء. (يجب إرفاق صورة العقد العرفي إن وجدت).
(البند الثاني - المبيع (الوهم) والثمن) باع الطرف الأول للطرف الثاني حقه الشخصي الثابت بعقد البيع العرفي سالف البيان لقاء ثمن اجمالي وجزافي قدره (............) قبضه الطرف الأول... ويعتبر توقيعه... مخالصة به.
(البند الثالث - الضمان الشكلي والمسئولية) يقر الطرف الثاني أنه تسلم عقد النزاع... وبأنه يتحمل وحده المسئولية كامل فيما يسفر عنه الرجوع على الورثة... إلا إذا ثبت تزويره فيكون له الرجوع على الطرف الأول. (ضمان شبه مستحيل التحقق).
(البند الرابع - إسقاط الضمان الكارثي - قنبلة نووية!!!) يقر الطرف الثاني انه اشترى الحق الشخصي المتنازع عليه... ساقط الخيار معفياً الطرف الأول من أي ضمان. (بند كارثي يجب رفضه تماماً!).
(البند الخامس - النهائية الوهمية) لا يجوز لأي من الطرفين الرجوع فى هذا العقد... ولا رجوع احدهما على الآخر بعد الفصل فى النزاع.
(البند السادس - نسخ العقد) ...
(الطرف الأول) (الطرف الثاني)
(انتهت المقالة)